الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

حلم الصعاليك في بلاد الملوك بقلمي/عبدالسيد عبدالفتاح


حلم الصعاليك في بلاد الملوك
لا يتوفر نص بديل تلقائي.
وحلمت يوما أن أعيش كريما في وطني
تكفيني لقمة خبز وشربة ماء وحذاء وجلباب
وأغضب حلمي أسياد قومي في وطني
فاتهموني بأنني أريد في وطني الخراب
وتأججت نيران العداوة وأوغر لهيبها صدورهم
فهم أصحاب البلاد بزعمهم ونحن عبيد أغراب
وهم وحدهم لهم أن يحلموا ويداعبوا أحلامهم
فحرموا علينا الأحلام دون أبدأ أسباب
واتهموني بالحقارة وبالغباوة و بالنذالة وبالخيانة
كيف للصعاليك من الضباع أن تقترب من مملكة الذئاب
واتهموا الشرفاء بأنهم صعاليك بالوراثة وبطبعهم
وبأنهم مدحورين مذمومين في الأنساب وفي الألقاب
وتهافت أصحاب الكروش علي الموائد في وطني
كالخفافيش يمتصون دماء الفقراء بلا حساب أوعقاب
وسهروا الليالي وعلي صدور العاريات تسمع رنين كؤوسهم
قد أسرفوا ببذخ في اللهو والملبس و المأكل والشراب
ولجأت إليهم أحتمي بعلمهم فحاصروني بجهلهم
فاتهموني بالجهالة ووسموني بأقبح الألقاب
ورقصوا علي جثث الأبرياء وتباهوا في رقصهم
علي أشلاء الضحايا ترقص المفترسات من الذئاب
وأفسدوا علي صلواتي بألاعيبهم و بطقوسهم
حكمونا بغبائهم وعطلوا الحكم بالسنة وبالكتاب
وأعلوا المعا زيف والمزامير والدف واﻷغاني
والهمجية والعنجهية وسادت بيننا شريعة الغاب
وقسمونا فرق وملل وقلبوا وعدلوا في أمورنا
ونحن كنا بالأمس القريب أصحاب أحباب
وتاجر المنافقون من أبناء طني في الدماء
وفي الأعراض وفي الأجساد وفي العفة وفي الرقاب
وأهدوا وباعوا فينا و في أراضي أوطاننا
ولاة أمورنا فوق القانون وفوق الحساب
وتباهوا بالتيجان والصقور والنسور وتزينوا بها
في بلد الصقور يهان يقتل أو يرحل الغراب
وشيدوا القصور وزخرفوها وتمتعوا بأموالنا
واستكثروا علينا أن ننام علي التراب
وملئوا الكروش حتى تورمت كروشهم
وما شبعوا من الأكل والشراب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق