السبت، 17 ديسمبر 2016

(( من تراه الجاني...؟ )) / كلمات/ مصطفى طاهر


(( من تراه الجاني...؟ ))
كلمات/ مصطفى طاهر
***************
نَفْسِي تَئِنُّ وَتَغْتَلِي أَشْجَانِي
مِمَّا تَرَاءَى فَي دُجَى الأَزْمَانِ
قَتْلٌ وَتَرْوِيْعٌ وَسُوءُ تَصَرُّفٍ
وَحَوَادِثٌ بَلَغَتْ ذُرَى الأَفْنَانِ
وَتَرَى المَآسِي قَدْ طَغَتْ وَتَجَبَّرَتْ
وَخَسَارَةٌ فَي المَالِ وَالأَبْدَانِ
وَأَدَاةُ نَقْلٍ حُوِّلَتْ بِجَهَالَةٍ
لِلْقَتْلِ وَالتَّرْوِيْعِ بِالإنْسَانِ
سَيَّارَةٌ جَاءَتْ إِلَيْنَا نِعْمَةً
قَدْ أَصْبَحَتْ أُلْعُوبَةَ الصُّبْيَانِ
قَادُوا لَهَا بِرُعُونَةٍ وَتَهَوُّرٍ
وَدَوَائِرُ التَّفْحِيْطِ فِي المِيْدَانِ
فَالسُّرْعَةُ القُصْوَى تَعَدّتْ حَدَّهَا
بَلَغَتْ حُدُودَ المَوْتِ وَالهَذَيَانِ
وَتَرَاهُ يَمْشِي فِي الشَّوَارِعِ تَائِهاً
وَأَرَاحَ جَوَّالاً عَلَى الآذَانِ
وَإِشَارَةٌ ضَوْئِيَّةٌ قَدْ أُهْمِلَتْ
قُطِعَتْ بِجَهْلً قَاتِلٍ وَتَوَانِي
لَمْ يَعْتَبِرْ وَالمَوْتُ بَاتَ مُهَيْمِناً
وَكَـأَنَّنا. بِتَسَابقٍ وَرِهَانِ
هَذِي الحَوَادِثُ أَصْبَحَتْ فَتَّاكَةً
تَرَكَتْ سَوَادَ النَّاسِ فِي الأَكْفَانِ
بِالأَمْسِ كَانَ هُنَا أَباً وَمُرَبِّياً
فَغَدَا ضَحِيَّةَ حَادِثٌ بِثَوَانِي
وَغَدَتْ وَرَاءَهُ أُسْرَةٌ وَرَعِيَّةٌ
تَشْكُو الضَّيَاعَ بِغُصَّةٍ وَتُعَانِي
وَهُنَاكَ طِفْلٌ قَدْ رَمَاهُ مُفَحَّطٌ
شَبَّتْ بِأُسْرَتِهِ عُرَى الأَحْزَانِ
وَهُنَاكَ فِي المَشْفَى تَئِنُّ وَتَشْتَكِي
صُوَرٌ مِنَ التَّشْوِيهِ وَالأَحْزَانِ
وَأَبٌ يُقَدِّمُ لابْنِهِ سَيَّارَةً
وَالإِبْنُ طِفْلٌ تَائِهُ الأَذْهَانِ
فَيَقُودُهَا بِرُعُونَةٍ وَجَهَالَةٍ
مُتَفَاخِراً فِي سُرْعَةٍ وَأَغَانِي
وَيَخَالُ أَنَّهُ فِي الفَضَاءِ مُحَلِّقاً
وَبِأَنَّهُ المِقْدَامُ فِي الطَّيَرَانِ
تَقَعُ المُصِيبَةُ وَالكَوَارِثُ تَصْطَلِي
قُلْ لِي بِرَبِّكَ مَنْ تُرَاهُ الجَانِي
أَوَمَا كَفَى هَذِي المَآسِي أُخْوَتِي
أَمْسَتْ كَبَحْرٍ هَائِج الشّطْآنِ
قَدْ خَلَّفَتْ قَلَقاً بِذَاكَ وَهَاجِساً
قَضَّ المَضَاجِعَ عَاثَ فِي الاَوْطَانِ
فَاقَتْ وَفِيَّاتُ الحَوَادِثِ عِنْدنَا
كُلَّ الحُدُودِ وَسَائِرَ البُلْدَانِ
فََإِلَى مَتَى سَنَظَلُّ فِي غَفَلاتِنِا
وَنَتُوهُ فِي بَحْرٍ مِنَ الخُسْرَانِ
فَلْتَحْتَرِمْ نُظًمَ المُرُورِ بِدِقَّةٍ
وَقَواعِداً لِسَلامَةِ الإنْسَانِ
وَارْبُطْ حِزَامَ الأَمْنِ تَسْلَمْ يَاأَخِي
بِعِنَايَةٍ مِنْ رَبِّكَ الرَّحْمَنِ
وَاحَفَظْ إِشَارَاتِ المُرُورِ وَحَقَّهَا
وَاحْذَرْ مِنَ التَفْحِيْطِ وَالهَيَجَانِ
فَنٌ وَذَوْقٌ فِي القِيَادَةِ وَاجِبٌ
خُلُقٌ كَرِيْمٌ فَاقَ كُلَّ بَيَانِ
***************

كلمات/ مصطفى طاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق