الخميس، 15 ديسمبر 2016

( كَمْ كَبُرْتَ يا سيدي ) بقلم / وليد.ع.العايش

( كَمْ كَبُرْتَ يا سيدي )
بقلم / وليد.ع.العايش
__________
تَجَاوزَ الخمسينَ ألفْ 
شَعْرَهُ لمْ يَعدْ يُعانِقُ النجوم 
ولا أسنانُ مُشْطِهِ المُتَهشّمِ الخفقات 
تجاعيدُ صحراءٍ على وجنتيه 
( كَمْ كَبُرْتَ يا سيدي )
قالَها خجِلاً في كُمِّ مِعطَفهِ
الذي كادَ أنْ ينْبُذَ نفسهِ 
رُبَّما الحُبُّ شَابَ كَما أنا 
ومَنْ ستهوى مَنْ يَشْيِبُ
بعدَ آلافِ السنين 
كيفَ أُعاقِرُ قهوتكِ صباحاً 
وأنتِ في العشرين ألفْ 
هلْ يَصْمِدُ الجليدُ بحضرةِ السيف 
كيفَ أقولُ بِأنّي ( أُحُبّك )
سيهزأُ مني كلّ مَنْ في الطريق 
وأوراقُ الشجر 
وحباتُ المطر 
وكلّ مَنْ كانَ هُنا
وكُلّ مَنْ عبر
حتى الطيورُ ستعتريها السُخرية 
صَمَتَ قليلاً عنْ الكلام 
على ضِفّةِ الشاطئ 
زوجٌ منَ عصافيرِ شجرةِ توتٍ كبيرة
يتهامسان ... يتلاعبان ... يتَدَغْدغان 
العشقُ لديهما يمضي في سلامْ 
ما سألتْهُ عنْ عددِ السنين 
ولا عنْ شعرهِ الأبيضَ كيفَ صارَ أبيض 
أو عنْ تِلكَ التجاعيد الجميلة ... 
باتَ يَعرِفُ الآنَ لُغَةَ الطيور 
عيناهُ ترسُمانِ لوحةً زهريّةَ الألوان 
مازالَ الجْحُوظُ نائماً 
عانقَ ثغرهُ الجاثي على ركبتيهِ  
لمْ يُصِبّهُ بَعْدُ الرُعاشْ 
فُنجانُ القهوة ينتصبُ لتوّهِ
منْ رحمِ فجرٍ لمْ يشخْ  
العصرُ يَظْهَرُ منْ عُنقِ الفراعِنة 
قالَ ( أُحُبّك ) أيتُّها الغافية 
في شُطآنِ قلبيَ المُنهك منْ دهور
رُبَما الآنَ يثور ... 
مازِلتُ صغيراً على الرحيلْ 
تجاوزَ الخمسينَ ألفْ 
ومازالتْ تَعُدُّ عِشرينَ ألفْ 
رمى بالورقة الأخيرة 
فوقَ الطاولة ... 
كسّرَ فُنجانه الأسودَ في رماد  
ورَمْى إليّها بوردةٍ حمراء ... 
__________
وليد.ع.العايش
2/12/2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق