الأحد، 24 يوليو 2016

حكاية غربة / بقلم الكاتبة / منى الصوفي

****** حكاية غربة *****
بقلم الكاتبة / منى الصوفي

في بلد الياسمين خلقت برعما 
تحاكي السماء تداعب الفجر
تمتطي النجوم وتعتلي القمر
كانت ورده رحيقها انفاس عطره 
تطير كفراشه تحلق بالوانها فوق التلال 
تلامس شفاه نحل يحلب عسلا
فوق الهضاب
اقتادت قلما حبره نبضها نسجت حكايا
حكايه بنت غسلها الطهر بماء المطر
واجبرت السحاب المعلق على 
هدبهاان يستكين في روض كفيها
ويهدا السكون صراخا على الجبال 
ليرتد صوت الصدا
ياابنه السهول توقفي 
غردي اعزفي تمايلي ارقصي البحر لك
والشيطان عصا ساحر ينزف
تحت قدميك ثوري وانهضي ..
عابثه هي تجول اقدام الطلب
وتناجي موجا بماء مالح اجاج
كتبت ابدعت احبت كبرت 
وربطت منديلها المعطر
على انفاس الريح في بلد الياسمين 
ارسلت جدائلها للشمس وخاضت 
على دمع الاباء ثوبا ابيضا يليق 
بلون السماء بحريه الطير
الفارد جناحيه في رحاب الكون
تزوجت غادرت الياسمين
وحملها الريح لبلاد بعيده حد الغرق
وراحت كمسروقه من حضن ام
الى طرقات الغربه تعبر المحيطات 
وتنزوي عن عالمها الطفولي
لتتفاجئ بامومتها 
بطفل يغرد على صباح الغربه 
يلطم الافرنجه 
هي طفله بعمر الورد وابنها يحاكي ام تلعب معه طفولتها 
ويتشاركان الفرح والحزن والدمع معا
تبخرت الاحلام ونزلت من السماء 
من رصيف الى رصيف عبر محطات الزمن
وفي كل محطه كانت تترك 
حقائبها على ذاك الرصيف 
وتقص من جناحيها هبوطا للارض
ومشت الايام رتبة قاتلة
مملة فاترةقلقه 
وتحطمت مرآه الروح لتنظر
وهي نائمة في عمق الوجع
من الامبلاة تركت للريح
ان تزروها كريشة مبللة بالحنين
هي استسلمت ونسيت القلم الغارق
في جسد تاه يعزف لحنا حزينا 
وتمر الايام ....
لتسيقظ ذات فجر على شاطئ 
تحاكي البحر الهائج كبركان 
يا ابنه البحر لك عندي هديه..
 مريولك المدرسي كتبك 
ارجوحه الحبل المعلق على ضفتي
مقعدك الخشبي ومظله الشمس والمطر
اناملك ولون الحبر وعشق
مجنون داعب اشواق الكون
سقطت اقنعتي المختبئه خلف تضاريس
الزمن اختطفت اشيائي ......
بكيت عطري اعتليت نجمي 
كسرت المرآه وبحثت عن ذاتي
الضائعه في سكون رهيب
كراهب مامسه بشر
 ككاهن خلق من حفيف كفي
ليقول لبيك.
اعددت لقلمي حفل عرس
وامتطيت جياد الكلمات 
لانثر من العبير على ورقي واقول
 انا ثم انا ثم انا ... أين انا ؟ من انا ؟
من سرق احلامي ؟
من اغتال ربيعي ؟
من سجن احلامي ؟
من قتل ابداعي؟
من سرق العابي ؟
من اغتصب اناملي؟ وقفت طويلا 
مزهوله بين خطوط رسمها العمر على وجنتي
اغادر مع الموج واعتلي سفن الاجتياح 
واقود كربان سفينتي ام اعود
انتظر محطه فراق لبلد
خارج حدودي واستكين
اخذت قراري ........
لملمت ادمعي القيت بحمولتي 
وعباءة الحزن وكرسي المعتق 
ناديت نجمي خذني معك 
لااريد ارضي الجرداء 
ولا صحراء الروح 
ولا قدمي المبعثره
ولا اصابع الغربه
اشرقي ياشمس 
وغرد ياطير فحبيبك عاد
عاد للحياه هيا غرد على 
نافذتي كل صباح
فانا الياسمين والياسمين لايموت.....
بقلمي منى الصوفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق