الجمعة، 29 يوليو 2016

العزَّةُ في غزّة / للشاعرة / زكيَّة أبو شاويش

العزَّةُ  في غزّة
للشاعرة / زكيَّة  أبو  شاويش

في  بقعةٍ  تحوي  عجائبَ  خلقِهِ
سارت  أُمورٌ  قد  تطولُ  ببالنا

هذا العدوُّ  بِحيرةٍ  من  أمرنا
والأخُّ  أكثرُ  حيرةً  من  عيشنا

مُحيَت أماكنُ  لا  يكادُ  يُبينُها
أحدٌ  وكان  العُرفُ  من إصرارنا

من آخر الدُّنيا  صدى  صوتي  أتى
حملَ الكثيرَ  لأهلنا وعذابنا

في  كُلِّ أقطارِ  البريَّةِ همُّنا
يجتاحُ  شوقاً  للقرارِ  كحربنا

خوفٌ  يحيقُ  بمن  تمسَّكَ بالدُّنى
والعيشُ  تملأُهُ  مرارةُ  عُربنا

شاكٍ  لغير  الله  فيه مذلَّةٌ
فالخيرُ يأتي  دائماً  من ربِّنا 

فلِمَ  التَّذلُّلُ  للقريبِ  وبعدنا
مطلوبُهُ ولمن  يمرُّ ببابنا

نصحو وأعداء البريَّةِ فوقنا
بالطَّائراتِ  مراقبٌ لشبابنا

بالقصفِ إن  علمت  مراكز قوةٍ
والحصرُ  للأرزاقِ  ضاقَ بثوبنا

وزوارقُ الأعداءِ تقذِفُ شطَّنا
هذا الظلومِ مُحطِّمٌ  لقرابنا

والصَّيدُ  يفقدُ مركباً في حرقِهِ
حرمانُ  أهلٍ ينظرون  بقربنا

لو  كان عيشُ المرءِ  من  إخوانِهِ
لبغوا عليهِ  بطردِهِ من  سربنا

فالحمد  للَّه الَّذي رزقَ  الأُولى
في  رزقِهم  خيرُ لجُلِّ سغابنا

قد  بارك  المولى بكلِّ فضيلةٍ
كانت لنا  ستراً كخزِّ ثيابنا

من  تحتِ أقدام المُؤَرَّقِ نجتلي
وهماً وهمَّاً  قد طغى بقبابنا

استسلموا لقضاء ربٍّ عادلٍ
لا  ثورةٌ ..فالمحقُ  من  إرهابنا

قُطِعَتْ  رواتِبُ عاملينَ  بجهدِهم
وأُعيلَ من  عملوا  على  إنضابنا

هذا التَلوُّثُ في جميعِ حياتنا
فيهِ  المناعةُ لو جرى بذنوبنا

مرضى  وثكلى والأراملُ تمتطى
ريحَ  الحصارِ  بشرقنا  وجنوبنا

وعدوُّنا  شرقاً  شمالاً قصفُهُ
في الغربِ بحرٌ لا   أمانَ لشعبنا

كان الجنوبُ  مُفَرِّجاً من  حصرنا
أنفاقنا  وصلت  لخير  غريبِنا

إغراقُ أنفاقٍ بماءٍ  مالحٍ
أضحى وسيلتَهم  لغلقِ دروبنا

إفسادُ تُربتنا  لكسرِ إرادةٍ
والبحرُ  يأبى  أن  يعومَ لصوبنا

إكرامُ  ربِّ  الخلقِ  بَسْطُ  صدورِنا
والصَّبرُ  والإيمانُ طُهرُ قلوبِنا

والكهرباءُ  بها نُقيمُ  شؤونَنَا
والقطعُ موصولٌ  بنا  مع  قُربِنا

ضاقت بأركانِ  القطاعِ  معيشةٌ
فرجٌ من  المولى  لستر  عيوبنا

إذ كُلُّنا  في حاجةٍ  من  حاجةٍ
والبعضُ  من  بعضٍ دنا  لكروبنا

بالظُّلمِ  نعدِلُ   بينَ إخوان  الجفا
إن  جارَ زيدٌ  نمتطيهِ  بحوبنا

جربٌ على  جربٍ يزيدُ مناعةً
إحساسُنا يعلو على  أنسابنا

لم نحتكم  للحاقدين  فخيرُهم
شرُّ  البريَّة ..يقتلي بلعابنا

هذي الكرامةُ قد ينامُ بظِلِّها
سغبٌ  وأمراضٌ  بملءِ  جيوبنا

بالضحك  إن  كانَ  البكاءُ ملازماً
قد  ينجلي ..نخفيه في  جلبابِنا

لمَ  لا  تموتوا ؟ّ أو  تريحوا  حاقداً
بالذُّلِّ  للأعداءِ  لا  لحروبنا

إنَّ  السَّلامَ  من  السَّلامةِ  هكذا
نحيا الحياةَ  وذُلُّنا  بركابنا

يا  صاحِ  لا  كانت  حياةُ  مذلَّةٍ
تهوي  على مرِ  الزَّمانِ  بشيبنا

والعزُ مع جوعٍ  أجلُّ  كرامةً
من ملءِ بطنٍ  أو  لباسِ  قشيبنا

صلَّى الإلهُ  على  الّذي من  جوعِهِ
ربط  الحجارةَ  فوقَ بطنِ حبيبنا

عدد البطونِ بتخمةٍ  شبعت ومن
قد ماتَ  محروماً لطولِ  غروبِنا

السَّبت  18  شوال  1437  ه
23  يوليو  2016 م
زكيَّة  أبو  شاويش _  أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق