السبت، 29 أكتوبر 2016

( شجرةُ البلوط ) بقلم / وليد.ع.العايش

( شجرةُ البلوط )
بقلم / وليد.ع.العايش
 .............
لا تعتذرْ يوماً  
فإنَّ الأشجارَ تَضِجُّ بنواحٍ خافتْ
لا تُخبِرْ أحداً بأنَّها 
تقفُ على حرفِ الردى 
أو أنَّ النهرَ سيجُفُّ 
في يومٍ صيفيّ 
منْ زمنِ آبِ الأولْ 
وأنَّ الصحراءَ ستُمسي 
خِلال عصرٍ أُنثى خَضراء 
لا تعتذرْ يوماً 
كما شجرِ البلوطِ كُنْ 
أو كما جبلٍ كُنْ 
مقاومٌ أنتَ كُنْ
كما ضجيجِ الرعدِ 
حينَ يغتالُ لحنَ المطر 
ورُبّما لحنَ الحياة 
دعْ ثغركَ يتحركُ 
في تلكَ الليلة 
لا تدع القيودَ تُوقِفُهُ 
على آخرِ مُنعطفٍ 
أو ثورةِ كذبٍ 
أو نزوة فُنجانٍ أخرقْ 
لكنْ ... لا تعتذرْ ... لا تعتذرْ
أمَا آنَ للصمتِ
أنْ ينحني قليلاً 
يدعُ الهمسَ يعلو رويداًً
أمَا آنَ لليلٍ 
أنْ يُعلِنَ الرحيلَ 
ويُفسِحَ الزقاقَ مكاناً  
لوهجِ تنّور ... 
وبعض النور 
يرقصُ على أهدابِ 
قلبٍ مُخترق الوجناتْ 
كمغَارَةٍ في سفحِ رابيةْ
البحرُ الساكنُ 
لا يُعانقُ تراتيلَ المساء
والفجرُ النائمُ 
لا يرى ثورةَ شمسٍ
لا يُصغي لتغريدِ بُلبل , ولحنُ نايٍ
كمْ منْ سؤالٍ 
تاهَ في لُجِّ المُحال 
وقطرة مطرٍ 
تشكو للإلهِ قهر الثرى 
ووجعُ نهرٍ ... وسطوةُ غيّمة 
كمْ منْ أنينٍ أنهكتّهُ السنين 
وثورة أُنثى تُقارِعُ 
على رصيفٍ ضاعَ منه الطريق 
وضاعَتِ الأُنثى 
معَ ألمِ الرصيف 
وكمْ منْ نَبيٍّ ثَارَ 
في صمتِ النهار 
فكانَ السؤالُ الأخير 
أينَ المُحيلُ ... منْ ظُلمِ المُحال
أخبرْتُكَ بأنَّ الحياةَ 
درسُ احتمال 
فلا تعتذرْ ... لا تعتذرْ ... إلاَّ لِرَبِّك 
............
وليد.ع.العايش 
24/10/2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق