بلا ذاكرة: ق ق ج ...
بقلم / صفية جام
~~~~~~~~~~~
التقاها صدفة بعد غياب طويل.
خفق فؤاده كما كان يخفق منذ كانا يسكنان ذات الحيّ.
صرخ: " فريدة، فريدة... ؟! مرحبا، أنا كمال !"
لم تُعره اهتماما وواصلت طريقها مع طفلها المشاغب.
التحق بها. سألها عن حالها وأهلها.
أنكرت أن تكون قد عرفت شخصا بهذا الاسم وبهذه الملامح.
طفق يمطرها بوابل من الذكريات، فما ازدادت إلّا إنكارا.
وصف لها بيتيهما المتجاورين وحدّثها عن إخوتها وأمّها وأبيها وكلّ الجيران،
فظلّتْ تُحَدِّق فيه كالبلهاء أو كمن فقد البوصلة، دون أن تنبس بحرف.
همّ بالانصراف معتذرا، فإذا بها تصيح به: " قف ! كأنّك ذاك الّذي كان يخطف منّي دميتي ولمجتي ويهرب؟ ! "
ودون أن تنتظر ردّه، احتضنت طفلها ولاذت بالفرار... !
مساكن، في 27 أكتوبر 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق