الخميس، 29 سبتمبر 2016

وداد ... للشاعرة / زكية أبو شاويش

وداد ...
للشاعرة / زكية أبو شاويش
~~~~~~~~
أنا ماهنت في نفسي وإنِّي
على قدر الإله بلا اعتراضِ

أحاول ما استطعتُ أردُّ شرًّاً
ومن كلّ الخلايا بانتفاض

يصفق في الضُّلوعِ دمٌ ووهمٌ
يجرِّحني بأظفارٍ مواض

وألجأُ للقصيد لعلَّ فيها
مزيلاً للسَّوادِ بذي البياض

وأقلقُ إن غدوتُ بلا قوافٍ
تفرِّجُ قلبَ محزونٍ وقاض

وكلُّ الطِّيبِ من هديٍ مباحٌ
فدع قلقاً بخوفٍ وانقباضِ

وإن تحمل بكفّيك الأماني
تعلِّل من دَنا خَالي الوفاضِ

إذا ماجئتَ يوماً بابتسامٍ
وجدتَ الوصلَ يحلو بالتَّراضي

فلا تحمل على حِبٍّ بسخطٍ
ودافع ما استطعت عن الحياض

وفي نفسٍ عذاباتٌ بصدٍّ
ولا ألمٌ كآلام المخاضِ

فلا تجرح حبيباً أو غضوباً
وجُد إن ساء يوماً بالتَّغاضي

معاملةٌ بندٍّ قد ترائي
عدوًّاً لا صديقاً باعتراضِ

وصمتٌ عند من يَصْلَى بجهلٍ
وتركُ الحبل أسلم من تراض

وشرُّ صواحبٍ من لا يبالي
إذا قُطِعَ الوريدُ من الغراض

ولا أملٌ بعودةِ من تَخَلَى
بلا عتبٍ وولَّى غيرَ راض

إذا عاتبت شخصاً قد يُعادي
ضغينةَ أنفُسٍ عند التّقاضي

فلا تحمل عليه بلا مَسوغٍ
يحسُّ القلبُ فيه بالانقباض

تفهَّم ما يَرى ذاك المُعنَّى
لعلَّك لا تغادر بامتعاضِ

وسامح مااستطعتَ بلا اكتراثٍ
لجيلٍ قد مضى تحت الأراضي

وحقِّق للفؤاد هوىً نقيَّا
بلا حربٍ تهدِّدُ بانقراضِ

يعيشُ المرءُ ما سلمت نفوسٌ
ولان القلبُ منها بالبياضِ

فلا حسدٌ ولا حقدٌ يُماري
فيظلمُ قلبها والظُّلم ماض

ليذبحَ ما تبقَّى من ودادٍ
ويمحقَ بالأسى حلماً لراض

أراني قد تسامى الودُّ عندي
فلا أحتاجُ للجملِ العراضِ

بتسبيحٍ يهزُّ العرشَ حبَّا
فيضفي حُبَّهُ فوقَ الأراضي

أصلِّي ماحييتُ على حبيبٍ
سلامًا قد يحلُّ وبالتّراضي

~~~~~~~~

الإثنين 14 ذو القعدة 1436 ه
28 سبتمبر 2015 م
زكيّة أبو شاويش __أُم إسلام
ً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق